سورة الأنبياء - تفسير تفسير القشيري

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الأنبياء)


        


عِلْمُه القديمُ- سبحانه- لا يختصُّ بمعلوم دون معلوم، وإنما هو شامل لجميع المعلومات، فلا يعزب عن علم الله معلوم.
قوله: {لا يشفعون إلا لمن ارتضى} دلَّ على أنهم يشفعون لقومٍ، وأنَّ الله يتقبل شفاعتهم.
قوله: {وَهُمْ مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ}: ليس لهم ذنب ثم هم خائفون؛ ففي الآية دليل على أنه سبحانه يعذبهم وأن ذلك جائز، فإذا لم يَجُزْ أن يُعذِّب البريء لكانوا لا يخافونه لعلمهم أنهم لم يرتكبوا زلةً.


أخبر، أنهم مُعْرِضُون عن الزَّلَّةِ بكلِّ وجهٍ. ثم قال: {وَمَن يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّى إلهٌ مِنْ دُونِهِ} وقد علم أنهم لا يقولون ذلك، ولكن علم لو كان ذلك كيف كان يكون حكمه، فالحقُّ- سبحانه- يعلم ما لا يكون كيف كان يكون؟


قوله جلّ ذكره: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا}.
داخَلَتْهُم الشبهةُ في إعادة الخلْقِ والقيامةِ والنَّشْرِ، فأقام الله الحجةَ عليهم بأن قال: أليسوا قد عَلِمُوا أنه خلق السموات والأرض؛ سَمَكَ السماء وبَسَط الأرض.. فإذا قدر على ذلك فكيف لا يقدر على الإعادة بعد الإبادة؟
قوله جل ذكره: {وَجَعَلْنَا مِنَ المَآءِ كُلَّ شَئ حَىٍّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ} كٌلُّ شيءٍ مخلوقٍ حيِّ فَمِنَ الماء خَلْقُه، فإنَّ أصلَ الحيوان الذي حَصَلَ بالتناسل النطفةُ، وهي من جملة الماء.
وحياة النفوس بماء السماء من حيث الغذاء، وحياة القلوب بماء الرحمة، وحياة الأسرار بماء التعظيم. وأقوام حياتُهم بماءِ الحياء.. وعزيزٌ هُمْ.

6 | 7 | 8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13